روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | المرأة الملتزمة والريادة المجتمعية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > المرأة الملتزمة والريادة المجتمعية


  المرأة الملتزمة والريادة المجتمعية
     عدد مرات المشاهدة: 1648        عدد مرات الإرسال: 0

هل الفارق بين نسائنا الملتزمات وبين نساء الصحابة والسلف الصالح هو علو الهمة أو الطموح فبينما ترزح نسائنا تحت وطأة ضغط الواقع ويتحركن في مساحة بالغة الضيق كانت نساء الصحابة يتوقدن ويشتعلن بالطموح وعلو الهمة.. هل نحن بحاجة لضرب الأمثلة؟

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إستيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله؟ «قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة» قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام ثم إستيقظ وهو يضحك، فقلت له: ماذا يضحكك يا رسول الله؟ قال: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، نحو ما قال في الأول. قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: «أنت من الأولين» فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت، رواه الترمذي.

وموضع الشاهد هذا الطموح الشديد الذي دفع أم حرام أن تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها الله أن تكون مع هؤلاء المجاهدين الذين سيحققون إنتقال نوعي للجهاد فهي تريد ان تكون في مقدمة الصفوف إنها لم تفكر ولم تتلعثم بل ناشدت النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء وعندما تكررت الرؤيا تكرر منها المناشدة..ومرت سنوات طويلة لم تنس فيها أم حرام رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه لها حتى تحقق لها الحلم بأكثر مما تتصور فركبت البحر وكانت في طليعة المجاهدين البحريين ونالت الشهادة أعلى ما يتمناه المسلم وكان عمرها قد تجاوز الثمانين حين ذاك..كل هذه الهمة والإصرار بعد الثمانين فماذا كان طموحها وهي بعد في شبابها ومنتصف عمرها.

= مشروع أم حرام:

هل من الممكن أن نتخيل شكل الحياة إذا إمتلكت نساؤنا الملتزمات هذه الهمة وهذا الطموح وأصبحت كل واحدة منهن مشروع أم حرام متحرك وشعارها -رائدة وفي الصف الأول؟.

النساء المسلمات الملتزمات قادرات على تغيير كافة موازين القوى المحلية والإقليمية والعالمية إذا إمتلكن هذه الروح وإن لم يتمكن من إحداث التغيير المطلوب ففي الحد الأدنى سيكونون رقما صعبا في معادلة صراع الحضارات التي لا يمكن تجاهلها.

علو الهمة هي الخطوة الأولى إذن وهي خطوة أساسية وأصلية ولايمكن النجاح ولا التخطيط الاستراتيجي بدونها.

والإيجابية هي الثمرة لتلك الهمة فإذا كانت الهمة العالية موطنها القلب فإن الإيجابية هي الثمرة الأولى لتلك الهمة.. تلك الإيجابية التي دفعت أم حرام لطلب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهي ذاتها التي دفعت وافدة النساء للسؤال عن مشاركة الأجر مع الرجال وهي ذاتها التي دفعت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في التفكير السريع في حل للأزمة الداخلية التي نشبت بين صفوف المسلمين يوم الحديبية ولم تتردد في طرح هذا الحل على النبي صلى الله عليه وسلم.. وهي التي جعلت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها تأخذ النبي صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل في بدء الوحي.

الإيجابية تعني أن تكوني جزء من الحل وتعني أن تكوني مبادرة في الفعل وأن تكوني صاحبة الفعل..الإيجابية تعني روح وثابة للفعل والحركة مهما كانت الظروف.

= لا تحبطك الظروف:

وبمناسبة الحديث عن الظروف فبعض النساء الملتزمات الداعيات يتعثرن في بعض الظروف المجتمعية الخاصة ويتحولن من رائدات يقدمن الحلول الإبداعية إلى جزء من منظومة المشكلات وأكثر ما يكون هذا بعد الزواج فبعد أن كانت المرأة الملتزمة تتعامل بمنطق الإحسان تتحول للندية المقيتة..أعرف فتاة كانت داعية ناجحة عالية الهمة لها دفتر مثير تسجل فيه خطط طموحة جدا تزوجت برجل رضيته دينا وخلقا ولكنه لم يكن يهتم كثيرا بأمر الدعوة ولم يمنحها تشجيعا للاستمرار في عملها الدعوي بل أبدى رغبته في تقليل مساحة نشاطها للحد الأدنى ولأنها ملتزمة بطاعته فقد قطعت علاقتها بكثير من أخواتها ومناشطها وإكتفت ببيتها وعبادتها وزوجها ومتطلبات حياتها الجديدة وكانت راضية تحاول أن تستفيد من وقتها في الحفظ والتعلم -لاتزال عالية الهمة- ولكن زوجها الملتزم لم يكن أهله كذلك..في البداية كانت تحسن إليهم وتتجاهل عيوبهم وزلاتهم وتصبر وتحتسب ولا تشكو لزوجها ولكن بمرور الوقت ومع إستمرار مضايقتهم لها والتعامل معها بخبث ومكر بدأت تشكو وبدأ قلبها يقسو ومشاعر الكراهية والغيرة تدب فيه وبدأ تفكيرها ينحو منحى آخر فهي تفكر في رد كيدهم وإغاظتهم بل والتعامل معهم بنفس منطقهم وبقريبا من أساليبهم وبعد بضع سنوات أصبحت إنسانة مختلفة تماما في فكرها وحياتها وطموحها وإهتماماتها أصبحت جزء من المشكلات المجتمعية وجزء من الصورة النمطية للنساء..ماقصدته من ذكر هذه الحالة أن على النساء الملتزمات أن يكن أكثر وعيا بالهدف وبالمعوقات التي قد تعترضه حتى لا يتحولن من رائدات مجتمعيات لعقبات كئودات في طريق نهضته.

الكاتب: فاطمة عبد الرءوف.

المصدر: موقع رسالة المرأة.